مع اختتام فعاليات النسخة الخامسة من "منتدى قطر الاقتصادي، بالتعاون مع بلومبرغ" يعلو سؤال واحد فوق جميع الأسئلة: ما خلاصة ما تحقق؟
على مدار ثلاثة أيام متتالية، من 20 إلى 22 مايو، استضافت الدوحة أكثر من 3000 متحدث عالمي من 93 دولة. حيث اجتمع نخبة من الزعماء والمؤسسين وصناع السياسات وخبراء التكنولوجيا، لإجراء محادثات عاجلة وحاسمة، عكست واقع التقلبات الحالية في العالم، وعبرت عن نقطة التحول لعقدنا الحالي، وسلطت الضوء على منطقتنا التي تخطو خطى بثابتة نحو دورها العالمي.
لقد دفَعَنا شعار هذا العام، "الطريق إلى 2030: تحوُّل الاقتصاد العالمي"، إلى التفكير في مسار النمو معا. وبينما تُركّز العناوين الرئيسية غالبًا على ما يتم توقيعه أو الإعلان عنه ، فإن الإرث الحقيقي لمنتدى مثل هذا يكمن في الرؤى والأفكار التي تظل تتردد أصداؤها، بعد أن يخفت صدى الكلمات.
لقد تمحورت محادثتنا حول الانقسامات التي تغير ملامح العالم، من اضطرابات في سلاسل التوريد إلى التكتلات الجيوسياسية الناشئة، وسبل تعامل الدول لتسهيل التعاون في ظل الاوضاع الراهنة.بحثنا أيضا على نطاق واسع عن حقيقة الذكاء الاصطناعي بين الضجيج والحقائق، وسبل الابتكار الأخلاقية. استمعنا أيضاَ إلى وجهات النظر حول تمويل عمليات التحوّل، وإعادة تصور الاقتصاد الإبداعي، ورؤى الاستثمار في الاستقرار على المدى الطويل. لقد أثبتت المحادثات أن الإدارة الفعالة للحوار، ليست مجرد مهارة بل خطوة استراتيجية.
في المدينة الإعلامية قطر، نثق بأثر المنصات الكبرى مثل "منتدى قطر الاقتصادي، بالتعاون مع بلومبرغ"، فهي لا تقتصر على كونها ملتقىً حيويًا فحسب، بل تعزز التواصل، وتثري الأفكار، وتتحدى الفرضيات، وتمنح مساحة للحوار البنّاء، فضلا عن قدرتها على تحفيز الشراكات المميزة. لذلك، وبصفتنا شريكًا رسميًا لمجموعة بلومبرغ الإعلامية، نجتهد عامًا بعد عام للارتقاء بهذا المنتدى الرائد، في سبيل دعم التعاون ودفع آفاق العمل.
انطلق المنتدى بدعم من 16 راعيًا ناشطاَ، وفي غضون ثلاثة أيام فقط، شهد المنتدى توقيع 24 مذكرة تفاهم، وطَرَح خلاله أكثر من 125 متحدثًا رؤىً قيمة وأفكارًا واعدة. مما يُعدّ شهادة على اتساع نطاق المنتدى وما تضمنه من طموحات وروح تعاونية ميّزت نسخة هذا العام.
بالتطلع إلى المستقبل، نجد أنفسنا على الطريق نحو عام 2030، ونحن على مشارف تحقيق أهدافنا، مدعومين برؤية أكثر وضوحا وتحالفات أقوى من قبل. وبينما نشرع في صياغة نسخة العام المقبل، يتجدد التزامنا بتحديد الأهداف وتعزيز الفرص.
وفي عالم حافل بأحداث تتصدر العناوين الرئيسية، تواصل الدوحة تقديم كل ما هو جوهري وجاد، حيث لكل صوت يسعى إلى المشاركة البناءة منبراَ ومكانا محفوظا.
عبدالله بن على بن سعود آل ثاني
رئيس مجلس إدارة المدينة الإعلامية قطر
واللجنة المنظمة للمنتدى